/ الفَائِدَةُ : (32) /
21/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المراد من دَعْوَة الوحي للتَّمسُّك بالعقل/ إِنَّ ما يدعو إليه الوحي من التَّمسُّك بالعقل والعقلائيَّة ليس ما ترفعه الأَندية الثقافيَّة العصريَّة من شعارات العقل والعقلائيَّة والتي بمعنى التَّظنيَّات والاحتمالات المبهمة ، وتحكيم الملتبسات ، بل المراد أَنَّ للعقل ـ في دائرة البديهيَّات أَي : الفطرة العقليَّة ، المشار اليها في بيان قوله تعالى : [فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون](1) ـ الصدارة على الدِّين فضلاً عن غيره . ومعناه : أَنَّ قوام وأَساس الدِّين هو الفطرة الْعَقْلِيَّة البديهيَّة. والخلاصة : أَوَّلاً : أَنَّ حكم الْعَقْل على طبقات . ثانيا : أَنَّ مُحكمات الدِّين ـ من الكتاب والسُّنَّة ـ فضلاً عن متشابهاته تتبع الحكم الْعَقْلِيّ البديهي والمبده وما يحوم حوله من ضواحي البديهيَّات الْعَقْلِيَّة. ثالثا : أَنَّ النَّظريات الْعَقْلِيَّة والمشتبهات تتبع مُحكمات الدِّين من الكتاب والسُّنَّة ؛ فإِذا أُوغل الحكم الْعَقْلِيّ في النَّظريَّة والتَّنظير والفرضيَّة والاحتمال فهو يتبع مُحكمات الكتاب والسُّنَّة. هذا ما خلص إليه فكر علماء الاماميَّة في علم أُصول الفقه والفلسفة والكلام . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الروم : 30